استقرار سعر الدولار عند 40 جنيهًا ضمن خطة الدولة لرفع قيمة الجنيه | تفاصيل


الاثنين 08 ابريل 2024 | 10:49 صباحاً
الدولار والجنيه المصري
الدولار والجنيه المصري
العقارية

علمت « العقارية» أن هناك توجها فعليا من قبل الدولة لرفع قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار، بهدف تحقيق استقرار عند مستوى 40 جنيهًا في البنوك العاملة بالسوق المصرية، ويأتي هذا في ضوء سعي الحكومة لضبط سوق الصرف وتقليل الفارق بين السعر الرسمي والسوقي للدولار، ومن المتوقع أن يتم تحقيق هذا الهدف في الفترة المقبلة، حيث يتراوح سعر الدولار الحالي في القطاع المصري بين 47 إلى 47.60 جنيهًا، مما يشير إلى تحركات قد تحدث في الأسواق المالية والعقارية تبعا لهذا التطور المحتمل.

خطة الدولة لرفع قيمة الجنيه

هذا التوجه يأتي في سياق ازدياد الإقبال غير المسبوق من قبل حائزي النقد الأجنبي على التخلص من العملة الأجنبية، حيث يتاح لهم اختيار بين طريقتين. الأولى هي بيع النقد الأجنبي والتنازل عنه للبنوك وشركات الصرافة المرتبطة بها، بينما الثانية تتمثل في ربطه بشهادات بنكية دولارية تقدم فائدة تتراوح بين 3 إلى 6% وفقا لسياسة كل بنك. يعزى هذا الإقبال إلى التوقعات المتزايدة بشأن استقرار الجنيه المصري واحتمال ارتفاع قيمته مقابل الدولار في المستقبل القريب.

وتأثرت شركات الصرافة التابعة للبنوك المصرية، وعلى وجه الخصوص شركات الأهلي للصرافة ومصر للصرافة، بتدفقات النقد الأجنبي من المواطنين حائزي الدولار، بعد اعتماد البنك المركزي سعر الصرف المرن في مارس الماضي، وقد تجلى هذا التأثير في ازدياد كبير في الودائع الدولارية التي استلمتها شركات الصرف، حيث تقوم شركة الأهلي للصرافة باستبدال ما بين 150 إلى 200 ألف دولار يوميًا، أي ما يعادل تقريبا 10 ملايين جنيه، ومن خلال هذه التحويلات، تساهم الأهلي للصرافة وغيرها من شركات الصرافة التابعة للبنوك بشكل كبير في تعزيز قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية، مما يعكس التوجه الإيجابي لتحقيق استقرار أكبر في السوق النقدية المصرية.

وعلمت العقارية من مصادرها، وجود توجه من الحكومة يُطلب من البنوك تنفيذ إجراءات التحري والتحقق بشكل دقيق عن مصادر المبالغ المالية التي تتجاوز حاجز 10 آلاف دولار. يُعتبر هذا التوجه جزءًا من جهود الحكومة لمكافحة غسيل الأموال وتحقيق الشفافية المالية، ويُظهر التركيز المستمر على تطبيق القوانين واللوائح المالية بشكل فعال لضمان سلامة النظام المالي والحفاظ على استقراره.

وتأتي كل الإجراءات السابقة في ظل غياب تام للسوق السوداء، خاصة أن استبدال الدولار في فترة ما قبل تحرير سعر الصرف، تسبب في أزمات اقتصادية تمثلت في ظاهرتين تشكل خطراً على مدخرات المواطنين. الظاهرة الأولى تتمثل في "الدولارات المجمدة"، وهي عملة قانونية تحمل أرقاماً مسلسلة ويمكن تداولها بشكل طبيعي، إلا أنها تتم تداولها خارج النظام المصرفي، حيث يعتبر مصدرها مجهولاً أو مشبوهاً، مما دفع السلطات المالية إلى تجميدها لحماية النظام المالي ومكافحة عمليات التهريب والتجارة غير المشروعة. وقد أدت هذه الظاهرة إلى تورط العديد من المواطنين في استثمارات غير شرعية وخسائر مالية كبيرة.

أما الظاهرة الثانية، فهي "الدولارات البيضاء"، وتتميز بلونها الأبيض المائل والذي يختلف عن الأوراق النقدية الأخرى، وقد تم طباعتها في فترة محددة بين عامي 2003 و2006. وبالرغم من قانونية هذه العملة، إلا أنها محظورة من التداول خارج النظام المصرفي المعتمد، مما جعل العديد من المواطنين يقعون في فخ شراءها دون معرفة القوانين المالية والنظام المصرفي المعمول بها، مما يهدد استقرار السوق المالي ويضعف الثقة في النظام المالي بشكل عام.

وبناءً على التقارير الصادرة عن مؤسسات التصنيف الائتماني ومراكز الأبحاث العالمية، اتخذت الحكومة خطوات لخفض قيمة الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري في ضوء التحسن الملحوظ في تصنيف مصر الائتماني، حيث تم رفع التصنيف من قبل هذه المؤسسات، مما يُظهر الثقة المتزايدة في الاقتصاد المصري وقدرته على التحمل والنمو. ومن المتوقع أن يسهم هذا الإجراء في تعزيز قيمة الجنيه المصري وثبات سعره، مما يعزز الثقة في النظام المالي ويشجع على استقرار الاقتصاد الوطني وزيادة الاستثمارات.

بإصرار وجهود متواصلة، تسعى مصر بشكل فعّال لتعزيز قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية، وهذا يتم من خلال تبني استراتيجية شاملة تشمل مختلف القطاعات الاقتصادية، ومن بين هذه القطاعات، يُعتبر القطاع العقاري أحد أهم القطاعات التي تركز عليها الحكومة لتحقيق هذا الهدف المهم. تشير البيانات إلى أن الاستثمار في العقارات في مصر يشهد تحسنًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، ويتميز بتوجه الصناديق السيادية والمستثمرين العرب، وبالأخص الخليجيين، نحو السوق المصري.

يعزى هذا الارتفاع إلى عوامل عدة، منها الاستقرار السياسي والأمني، وتحسن مناخ الأعمال، وتطوير البنية التحتية، وتوفير الحوافز للمستثمرين، والتنوع والتطور في المشاريع العقارية، ومن أمثلة هامة على ذلك، صفقة "رأس الحكمة" التي ساهمت في رفع الاحتياطي النقدي إلى مستويات غير مسبوقة، ووصفت بأنها تعادل صفقة تويتر من حيث حجمها وأثرها على الاقتصاد المصري، مما يؤكد على جاذبية السوق العقاري المصري للمستثمرين الأجانب، وخاصة من الدول العربية.

هذه الاستثمارات تسهم بشكل كبير في خلق فرص عمل جديدة، وتحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية، وتعكس التزام الدولة المصرية بتعزيز بيئة استثمارية جاذبة، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المصري وتحقيق التنمية المستدامة.